بِسمِ اللّٰهِ الرَّحمٰنِ الرَّحیمِ
ثلاثة أرباع الحِزۡبُ ٣٦ تَبارَكَ الَّذی نَزَّلَ الفُرقانَ عَلیٰ عَبدِهٖ لِیَكونَ لِلعٰلَمینَ نَذیرًا ١ اؘلَّذی لَه࣓ مُلكُ السَّمٰوٰتِ وَ الاَرضِ وَ لَم یَتَّخِذ وَلَدًا وَ لَم یَكُن لَه࣓ شَریكٌ فِی المُلكِ وَ خَلَقَ كُلَّ شَیءٍ فَقَدَّرَه࣓ تَقدیرًا ٢ وَ اتَّخَذوا مِن دونِهٖٓ ءالِهَةً لایَخلُقونَ شَیـًٔا وَ هُم یُخلَقونَ وَ لایَملِكونَ لِاَنفُسِهِم ضَرًّا وَ لانَفعًا وَ لایَملِكونَ مَوتًا وَ لاحَیوٰةً وَ لانُشورًا ٣ وَ قالَ الَّذینَ كَفَروٓا اِن هٰذآ اِلّآ اِفكُ ࣙافتَرىٰهُ وَ اَعانَه࣓ عَلَیهِ قَومٌ ءاخَرونَ ؗ فَقَد جآءو ظُلمًا وَ زورًا ٤ وَ قالوٓا اَساطیرُ الاَوَّلینَ اكتَتَبَها فَهِیَ تُملیٰ عَلَیهِ بُكرَةً وَ اَصیلًا ٥ قُل اَنزَلَهُ الَّذی یَعلَمُ السِّرَّ فِی السَّمٰوٰتِ وَ الاَرضِ ۚ اِنَّه࣓ كانَ غَفورًا رَحیمًا ٦ وَ قالوا مالِ هٰذَا الرَّسولِ یَـٔاكُـلُ الطَّعامَ وَ یَمشی فِی الاَسواقِ ࣕ لَولآ اُنزِلَ اِلَیهِ مَلَكٌ فَیَكونَ مَعَه࣓ نَذیرًا ٧ اَو یُلقیٰٓ اِلَیهِ كَنزٌ اَو تَكونُ لَه࣓ جَنَّةٌ یَـٔاكُـلُ مِنها ۚ وَ قالَ الظّٰلِمونَ اِن تَتَّبِعونَ اِلّا رَجُلًا مَسحورًا ٨ اؙنظُر كَیفَ ضَرَبوا لَكَ الاَمثالَ فَضَلّوا فَلا یَستَطیعونَ سَبیلًا ٩ تَبارَكَ الَّذیٓ اِن شآءَ جَعَلَ لَكَ خَیرًا مِن ذٰلِكَ جَنّٰتٍ تَجری مِن تَحتِهَا الاَنهٰرُ وَ یَجعَل لَكَ قُصورًا ١٠ بَل كَذَّبوا بِالسّاعَةِ ؗ وَ اَعتَدنا لِمَن كَذَّبَ بِالسّاعَةِ سَعیرًا ١١ اِذا رَاَتهُم مِن مَكانٍ بَعیدٍ سَمِعوا لَها تَغَیُّظًا وَ زَفیرًا ١٢ وَ اِذآ اُلقوا مِنها مَكانًا ضَیِّقًا مُقَرَّنینَ دَعَوا هُنالِكَ ثُبورًا ١٣ لاتَدعُوا الیَومَ ثُبورًا واحِدًا وَ ادعوا ثُبورًا كَثیرًا ١٤ قُل اَذٰلِكَ خَیرٌ اَم جَنَّةُ الخُلدِ الَّتی وُعِدَ المُتَّقونَ ۚ كانَت لَهُم جَزآءً وَ مَصیرًا ١٥ لَهُم فیها ما یَشآءونَ خٰلِدینَ ۚ كانَ عَلیٰ رَبِّكَ وَعدًا مَسـٔولًا ١٦ وَ یَومَ یَحشُرُهُم وَ ما یَعبُدونَ مِن دونِ اللّٰهِ فَیَقولُ ءَاَنتُم اَضلَلتُم عِبادی هٰٓؤُلآءِ اَم هُم ضَلُّوا السَّبیلَ ١٧ قالوا سُبحٰنَكَ ما كانَ یَنبَغی لَنآ اَن نَتَّخِذَ مِن دونِكَ مِن اَولِیآءَ وَ لٰكِن مَتَّعتَهُم وَ ءابآءَهُم حَتّیٰ نَسُوا الذِّكرَ وَ كانوا قَومًا بورًا ١٨ فَقَد كَذَّبوكُم بِما تَقولونَ فَما تَستَطیعونَ صَرفًا وَ لانَصرًا ۚ وَ مَن یَظلِم مِنكُم نُذِقهُ عَذابًا كَبیرًا ١٩ وَ مآ اَرسَلنا قَبلَكَ مِنَ المُرسَلینَ اِلّآ اِنَّهُم لَیَـٔاكُلونَ الطَّعامَ وَ یَمشونَ فِی الاَسواقِ ۚ وَجَعَلنا بَعضَكُم لِبَعضٍ فِتنَةً ؗ اَتَصبِرونَ ۚ وَكانَ رَبُّكَ بَصیرًا ٢٠ اَلۡجُزۡءُ التاسع عشر ١٩ ۞ الحِزۡبُ ٣٧ وَ قالَ الَّذینَ لایَرجونَ لِقآءَنا لَولآ اُنزِلَ عَلَینَا المَلٰٓئِكَةُ اَو نَریٰ رَبَّنا ۚ لَقَدِ استَكبَروا فیٓ اَنفُسِهِم وَ عَتَو عُتُوًّا كَبیرًا ٢١ یَومَ یَرَونَ المَلٰٓئِكَةَلابُشریٰ یَومَئِذٍ لِلمُجرِمینَ وَ یَقولونَ حِجرًا مَحجورًا ٢٢ وَ قَدِمنآ اِلیٰ ما عَمِلوا مِن عَمَلٍ فَجَعَلنٰهُ هَبآءً مَنثورًا ٢٣ اَصحٰبُ الجَنَّةِ یَومَئِذٍ خَیرٌ مُستَقَرًّا وَ اَحسَنُ مَقیلًا ٢٤ وَ یَومَ تَشَقَّقُ السَّمآءُ بِالغَمامِ وَ نُزِّلَ المَلٰٓئِكَةُ تَنزیلًا ٢٥ اؘلمُلكُ یَومَئِذِ ࣙ الحَقُّ لِلرَّحمٰنِ ؗ وَ كانَ یَومًا عَلَی الكٰفِرینَ عَسیرًا ٢٦ وَ یَومَ یَعَضُّ الظّالِمُ عَلیٰ یَدَیهِ یَقولُ یٰلَیتَنِی اتَّخَذتُ مَعَ الرَّسولِ سَبیلًا ٢٧ یٰوَیلَتیٰ لَیتَنی لَم اَتَّخِذ فُلانًا خَلیلًا ٢٨ لَقَد اَضَلَّنی عَنِ الذِّكرِ بَعدَ اِذ جآءَنی ؕ وَ كانَ الشَّیطٰنُ لِلاِنسانِ خَذولًا ٢٩ وَ قالَ الرَّسولُ یٰرَبِّ اِنَّ قَومِی اتَّخَذوا هٰذَا القُرءانَ مَهجورًا ٣٠ وَ كَذٰلِكَ جَعَلنا لِكُلِّ نَبِیٍّ عَدُوًّا مِنَ المُجرِمینَ ؕ وَ كَفیٰ بِرَبِّكَ هادِیًا وَ نَصیرًا ٣١ وَ قالَ الَّذینَ كَفَروا لَولا نُزِّلَ عَلَیهِ القُرءانُ جُملَةً واحِدَةً ۚ كَذٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهٖ فُؤادَكَ ؗ وَ رَتَّلنٰهُ تَرتیلًا ٣٢ وَ لا یَـٔاتونَكَ بِمَثَلٍ اِلّا جِئنٰكَ بِالحَقِّ وَ اَحسَنَ تَفسیرًا ٣٣ اؘلَّذینَ یُحشَرونَ عَلیٰ وُجوهِهِم اِلیٰ جَهَنَّمَ اُولٰٓئِكَ شَرٌّ مَكانًا وَ اَضَلُّ سَبیلًا ٣٤ وَ لَقَد ءاتَینا موسَی الكِتٰبَ وَ جَعَلنا مَعَه࣓ٓ اَخاهُ هٰرونَ وَزیرًا ٣٥ فَقُلنَا اذهَبآ اِلَی القَومِ الَّذینَ كَذَّبوا بِـٔایٰتِنا ؗ فَدَمَّرنٰهُم تَدمیرًا ٣٦ وَ قَومَ نوحٍ لَمّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ اَغرَقنٰهُم وَ جَعَلنٰهُم لِلنّاسِ ءایَةً ؗ وَ اَعتَدنا لِلظّٰلِمینَ عَذابًا اَلیمًا ٣٧ وَ عادًا وَ ثَمودَا وَ اَصحٰبَ الرَّسِّ وَ قُرونًا بَینَ ذٰلِكَ كَثیرًا ٣٨ وَ كُلًّا ضَرَبنا لَهُ الاَمثالَ وَ كُلًّا تَبَّرنا تَتبیرًا ٣٩ وَ لَقَد اَتَوا عَلَی القَریَةِ الَّتیٓ اُمطِرَت مَطَرَ السَّوءِ ۚ اَفَلَم یَكونوا یَرَونَها ۚ بَل كانوا لایَرجونَ نُشورًا ٤٠ وَ اِذا رَاَوكَ اِن یَتَّخِذونَكَ اِلّا هُزُوًا اَهٰذَا الَّذی بَعَثَ اللّٰهُ رَسولًا ٤١ اِن كادَ لَیُضِلُّنا عَن ءالِهَتِنا لَولآ اَن صَبَرنا عَلَیها ۚ وَ سَوفَ یَعلَمونَ حینَ یَرَونَ العَذابَ مَن اَضَلُّ سَبیلًا ٤٢ اَرَءَیتَ مَنِ اتَّخَذَ اِلٰهَه࣓ هَوىٰهُ اَفَاَنتَ تَكونُ عَلَیهِ وَكیلًا ٤٣ اَم تَحسَبُ اَنَّ اَكثَرَهُم یَسمَعونَ اَو یَعقِلونَ ۚ اِن هُم اِلّا كَالاَنعامِ بَل هُم اَضَلُّ سَبیلًا ٤٤ اَلَم تَرَ اِلیٰ رَبِّكَ كَیفَ مَدَّ الظِّلَّ وَ لَو شآءَ لَجَعَلَه࣓ ساكِنًا ثُمَّ جَعَلنَا الشَّمسَ عَلَیهِ دَلیلًا ٤٥ ثُمَّ قَبَضنٰهُ اِلَینا قَبضًا یَسیرًا ٤٦ وَ هُوَالَّذی جَعَلَ لَكُمُ الَّیلَ لِباسًا وَ النَّومَ سُباتًا وَ جَعَلَ النَّهارَ نُشورًا ٤٧ وَ هُوَالَّذیٓ اَرسَلَ الرِّیٰحَ بُشرًا بَینَ یَدَی رَحمَتِهٖ ۚ وَ اَنزَلنا مِنَ السَّمآءِ مآءً طَهورًا ٤٨ لِنُحیِۦَ بِهٖ بَلدَةً مَیتًا وَ نُسقِیَه࣓ مِمّا خَلَقنآ اَنعامًا وَ اَناسِیَّ كَثیرًا ٤٩ وَ لَقَد صَرَّفنٰهُ بَینَهُم لِیَذَّكَّروا فَاَبیٰٓ اَكثَرُ النّاسِ اِلّا كُفورًا ٥٠ وَ لَو شِئنا لَبَعَثنا فی كُلِّ قَریَةٍ نَذیرًا ٥١ فَلا تُطِعِ الكٰفِرینَ وَ جٰهِدهُم بِهٖ جِهادًا كَبیرًا ٥٢ ۞ ربُع الحِزۡبُ ٣٧ وَ هُوَالَّذی مَرَجَ البَحرَینِ هٰذا عَذبٌ فُراتٌ وَ هٰذا مِلحٌ اُجاجٌ وَ جَعَلَ بَینَهُما بَرزَخًا وَ حِجرًا مَحجورًا ٥٣ وَ هُوَالَّذی خَلَقَ مِنَ المآءِ بَشَرًا فَجَعَلَه࣓ نَسَبًا وَ صِهرًا ۚ وَ كانَ رَبُّكَ قَدیرًا ٥٤ وَ یَعبُدونَ مِن دونِ اللّٰهِ ما لایَنفَعُهُم وَ لایَضُرُّهُم ۚ وَ كانَ الكافِرُ عَلیٰ رَبِّهٖ ظَهیرًا ٥٥ وَ مآ اَرسَلنٰكَ اِلّا مُبَشِّرًا وَ نَذیرًا ٥٦ قُل مآ اَسـَٔلُكُم عَلَیهِ مِن اَجرٍ اِلّا مَن شآءَ اَن یَتَّخِذَ اِلیٰ رَبِّهٖ سَبیلًا ٥٧ وَ تَوَكَّل عَلَی الحَیِّ الَّذی لایَموتُ وَ سَبِّح بِحَمدِهٖ ۚ وَ كَفیٰ بِهٖ بِذُنوبِ عِبادِهٖ خَبیرًا ٥٨ اؘلَّذی خَلَقَ السَّمٰوٰتِ وَ الاَرضَ وَ ما بَینَهُما فی سِتَّةِ اَیّامٍ ثُمَّ استَویٰ عَلَی العَرشِ ۚ اؘلرَّحمٰنُ ؗ فَسـَٔل بِهٖ خَبیرًا ٥٩ وَ اِذا قیلَ لَهُمُ اسجُدوا لِلرَّحمٰنِ قالوا وَ مَا الرَّحمٰنُ اَنَسجُدُ لِما تَـٔامُرُنا ؗ وَ زادَهُم نُفورًا ٦٠ ۩ السجدة تَبارَكَ الَّذی جَعَلَ فِی السَّمآءِ بُروجًا وَ جَعَلَ فیها سِرٰجًا وَ قَمَرًا مُنیرًا ٦١ وَ هُوَالَّذی جَعَلَ الَّیلَ وَ النَّهارَ خِلفَةً لِمَن اَرادَ اَن یَذَّكَّرَ اَو اَرادَ شُكورًا ٦٢ وَ عِبادُ الرَّحمٰنِ الَّذینَ یَمشونَ عَلَی الاَرضِ هَونًا وَ اِذا خاطَبَهُمُ الجٰهِلونَ قالوا سَلٰمًا ٦٣ وَ الَّذینَ یَبیتونَ لِرَبِّهِم سُجَّدًا وَ قِیامًا ٦٤ وَ الَّذینَ یَقولونَ رَبَّنَا اصرِف عَنّا عَذابَ جَهَنَّمَ ؗ اِنَّ عَذابَها كانَ غَرامًا ٦٥ اِنَّها سآءَت مُستَقَرًّا وَ مُقامًا ٦٦ وَ الَّذینَ اِذآ اَنفَقوا لَم یُسرِفوا وَ لَم یَقتُروا وَ كانَ بَینَ ذٰلِكَ قَوامًا ٦٧ وَ الَّذینَ لایَدعونَ مَعَ اللّٰهِ اِلٰهًا ءاخَرَ وَ لایَقتُلونَ النَّفسَ الَّتی حَرَّمَ اللّٰهُ اِلّا بِالحَقِّ وَ لایَزنونَ ۚ وَ مَن یَفعَل ذٰلِكَ یَلقَ اَثامًا ٦٨ یُضٰعَف لَهُ العَذابُ یَومَ القِیٰمَةِ وَ یَخلُد فیهٖ مُهانًا ٦٩ اِلّا مَن تابَ وَ ءامَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صٰلِحًا فَاُولٰٓئِكَ یُبَدِّلُ اللّٰهُ سَیِّـٔاتِهِم حَسَنٰتٍ ۚ وَ كانَ اللّٰهُ غَفورًا رَحیمًا ٧٠ وَ مَن تابَ وَ عَمِلَ صٰلِحًا فَاِنَّه࣓ یَتوبُ اِلَی اللّٰهِ مَتابًا ٧١ وَ الَّذینَ لایَشهَدونَ الزّورَ وَ اِذا مَرّوا بِاللَّغوِ مَرّوا كِرامًا ٧٢ وَ الَّذینَ اِذا ذُكِّروا بِـٔایٰتِ رَبِّهِم لَم یَخِرّوا عَلَیها صُمًّا وَ عُمیانًا ٧٣ وَ الَّذینَ یَقولونَ رَبَّنا هَب لَنا مِن اَزواجِنا وَ ذُرِّیّٰـتِنا قُرَّةَ اَعیُنٍ وَ اجعَلنا لِلمُتَّقینَ اِمامًا ٧٤ اُولٰٓئِكَ یُجزَونَ الغُرفَةَ بِما صَبَروا وَ یُلَقَّونَ فیها تَحِیَّةً وَ سَلٰمًا ٧٥ خٰلِدینَ فیها ۚ حَسُنَت مُستَقَرًّا وَ مُقامًا ٧٦ قُل ما یَعبَؤُا بِكُم رَبّی لَولا دُعآؤُكُم ؗ فَقَد كَذَّبتُم فَسَوفَ یَكونُ لِزامًا ٧٧